أكانت ستفضل حياة أبيها على حياة صديقتها!؟
أنا ميزوكي (Mizuki)فتاةٌ فِي الخَامسةَ عشرة منْ عُمرها..
أحبُ مطالعةَ الكُتب المختَصة بِالطاقة وَغيرُها..
بَل أنا مَهرُوسةٌ بِها...مِمَا جعل صَديقَاتِي يَنفرِنَ مِني..
إنهنََّ لا يُصدقنََّ هَذهِ الأشياء..فَهنَّ يَعتقدنَّ أنهَا مُجرد خُرافات..
بَدأتُ أغوصُ في عَالم الطَاقة الذِي بدا لِي وَكأنهُ كُلُ شَيء...
أصبحنَّ الفتيات من المستحيل أنْ يرنني بلا كتَاب الطاقة!
لكنْ..جَميعُهنَّ يَسخرنَّ مِني..
لا يهمْ..سأتَمسكُ بِما قَد أحببتْ..بَل بأفضل شَيء عَرفتهُ..
أجل الطاقة..ستَضل اهتمامي الأول وَ الأخير دوماً..
في ذلكَ اليوم..وَ كعادتي..
كنت جالسة على مقعدي.. منهمكة في قراءة
الكتاب الجديد الذي اشتريته بالأمس..
أقرأ وَ أقرأ..إلى أنْ سمعتُ همساً يناديني
:ميزوكي..ماذا تقرأين؟؟
رفعت رأسي لأرى مَن يتحدث...
الطَالبة الجَديدَة..( Eri )أوه إنها إيري
قلت لها بابتسامة لعلي أكسبها كصديقة لي
:إنه كتاب عن الطاقة ..اشتريته بالأمس لذا أنا متشوقة لقراءته..
إيري:ميزوكي..أنتِ تحبين الكتب المتعلقة بالطاقة أهذا صحيح؟
أجبت: بالتأكيد..أنا أعشقها ..فـبالطاقة..تستطيعين علاج بعض الأمراض ..
إيري مندهشة: هذا رائع..إنه أشبه بالخيال..!!
أجبت: هذا لا شيء.. قرأت في أحد الكتب
أنه بمقدوركِ أيضاً استدعاء الأرواح مدة من الزمن ..أنا حقاً لا أعلم إن كان هذا
ممكناً أم لا.. لكني أود حقاً تجربة هذا..و..
توقفت عن حديثي لبرهة..كنت متفجأة من طريقة حديثي..
وكأنني أتحدث لصديقة لي.. لا..!ليست أيُ صديقة..
بل و كأنها صديقتي المقربة أيضاً !
أكملت شرودي و تفكيري و أنا أنظر في وجه إيري الشاحب..
كنت أنظر لعينيها المليئتان بالعجز..
خشيت أن كثرة كلماتي أعادت لها ذكريات مؤلمة..
قُطعت سلسة أفكاري برنين الجرس..
إيري : أوه مر الوقت بسرعة..عليَّ الذهاب لمقعدي ..
وستدارت مستعدة للذهاب..لكن أوقفتها بقولي
: إيري..أهناك شيء يزعجكِ؟
لكنها أمأت برأسها نافية وقالت: أنا بخير..
إنها تخفي أمراً ما..أهو ماضٍ تعيس؟
بدأت أتسأل ..أي ماضٍ هذا الذي جعلها حزينة..
ولكن..لماذا أنا مهتمة بها أصلاً!!
---------------------------------------------------------------------
في اليوم التالي..
كنت أسير في الطريق..ذاهبة للمدرسة كعادتي..
وبينما أنا أسير ..مررت بالحديقة العامة..
كانت أزهار الكرز متفتحة..فستوقفني جمالها...
بينما أنا أمتع ناظريَّ بهذا المشهد..رأيت إيري
تقف قرب أحد الأشجار تراقب الأزهار..
اقتربت منها وقلت بصوت ضاحك
:يبدو أني لست الوحيدة التي جذبتها الزهور ..
إبتسمت إيري..لكن..أيُ إبيتسامة مثلجة هذه التي أراها..
ميزوكي: ماذا هناك؟
إيري: هنا..قرب هذه الشجرة تحديداً..رأيت والدي لآخر مرة..
ميزوكي: أرحل إلى بلادٍ ما؟
إيري: أجل..إلى العالم الآخر..
سألتها بفضول: كيف توفي..؟
لكنها لم ترد إخباري..لذا لم أحصل على إجابة
وفجأة..بدأت عيناها تمتلئنَّ بالدموع..ولكنها حاولت
جاهدة أن تكبت هذه الدموع..و تبتسم..
أمسكتُ يديها و قلت: قد يكون وعدي سخيفاً أو خيالياً بالنسبة لك..
لكني أعدكِ..إن تمكنت من معرفة طريقة استدعاء الأرواح..
فسأستعيد روح أبيكِ المتوفى..أمهليني القليل من الوقت فقط..
إلى أن أتقنها..
ابتسمت إيري وقالت: أحقاً تعتقدين أنه يمكنكِ فعلها؟
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقلت: أتشكين في هذا؟
وبدأت ضحكاتنا بالخروج..أجل أنا لا أريد أن تختفي هذه الضحكات...
وفعلاً مرت الأسابيع و أنا لا أفارق المكتبة..
أبحث من كتاب إلى كتاب آخر..وكل همي أن أجد الطريقة التي ستمكنني
من استدعاء والدها..حاولت وَ حاولت..
إلى أن وجدت الطريقة أخيراً...لكن ما إن وجدتها...
حتى علمت بأنني كنت حمقاء بوعدي لها..
بدأت دموعي بالسقوط.. ولكن... لقد وعدتها..عليَّ أن أفي بوعدي لها
لم أستطع النوم تلكَ الليلة..فقد كنت أبكي إلى أن أشرقت الشمس
قبل خروجي من البيت استعداداً للذهاب للمدرسة...
جمعت شتاتي..و أمسكت بهاتفي..
ميزوكي: أهلاً إيري كيف حالكِ؟
إيري: بخير..أليس الوقت مبكراً بعض الشيء..ماذا هناك؟
ميزوكي: أنا آسفة على الإزعاج..أنا..تمكنت من معرفة الطريقة التي
ستجعلكِ ترين روح أبيكِ...ولكن..لي حديث معكِ في الحديقة العامة..
إلى اللقاء عزيزتي..
خرجت من المنزل مسرعة للحديقة العامة... و أنا لا أعلم ماذا ستكون ردة
فعل إيري حينما أخبرها بالحقيقة..
---------------------------------------------------------------------
وصلت للحديقة قبل إيري.. كنتُ متوترة..أنظر لساعتي بين كل بهرة و آخرى
إلى أن جاءت إيري وقالت: آسفة على التأخير..هل حقاً عرفتِ الطريقة؟؟
قلت: أ...أجل..لكن..إنها أشبه بالتقنية المحرمة..إنها خطيرة جداً..
قد أتكمن حقاً من استدعاء روح والدكِ..لكن..ستكون حياتي هي المقابل..
صدمت إيري بما سمعته..وكأن بصيص الأمل أنتُشل منها..
أكملت حديثي وقلت: أياً كان..لقد وعدتكِ..لكن..أحقاً تريدينني أن أفي
بوعدي حتى الآن؟
بدأت عيناها تمتلان بالحقد.. و الغضب..
رفعت إيري صوتها وقالت معاتبة: إذاً لا تطلقي وعوداً لا تستطيعين فعلها..
ثم خرجت من الحديقة بسرعة.. شعرت بتأنيب الضمير
خرجت خلفها مسرعة..أحاول اللحاق بها..لكن..
ما إن تعديت بوابة الحديقة..حتى أتت سيارة مسرعة ..
أنا لم أفهم ما جرى..كنت فاقدة للوعي..ولكني كنت أسمع صرخات..
صرخات غريبة..ماذا يجري..هل توفي أحدٌ ما ؟..أريد أن أفتح عيناي..
وبصعوبة..فتحت عيني..حتى أجد نفسي في المشفى أُعالج..
التفت إلى ما حولي..فرأيت أخي ..أنا أرى شفتاه تتحرك..لكن..ماذا يقول..
إنه يبكي الآن..لماذا أنتَ تبكي..؟؟ ماذا يجري..
صديقتي..ماذا حل بها..أهي غاضبة مني..بالتأكيد هي تكرهني الآن..
لكن ماذا كانت ستفضل..
أكانت ستفضل حياة أبيها...على حياة صديقتها !؟
أغلقت عيناي مرغمة.. أجل.. لقد أخذت روحي إلى لعالم الآخر..
و الكثير من الأسئلة تتجول في خلجي...
({تمت})
لوكنت عضـــو في منتدي اعضاء كول 
